محمد مهدي الجواهري قصيدة امنت بالحسين فداء لمثواك من مضجع سادس اعدادي

فداء لمثواك من مضجع محمد مهدي الجواهري

من هو الجواهري؟

الجواهري هو محمد مهدي ابن الشيخ عبد الحسين الجواهري من أسرة عريقة اشتهرت بالزعامة الدينية من عهد مؤسسيها الشيخ محمد حسن صاحب كتاب جواهر الكلام .

ما الذي أثر في تكوين شخصية الجواهري الأدبية ونضجه الفني ؟ 

ولد في مدينة النجف الأشرف عام ١٨٩٩ م المدينة التي كانت تزدحم بالمجالس العلمية والأدبية درس وهو في سن السابعة في الكتاتيب في النجف الأشرف اتجة بعد ذلك كما يتجه كل أفراد أسرته منذ حداثته لدراسة علوم اللغة والمنطق والفقه وأصوله . 

كان بيت الجواهري بيت علم وشعر وادب شأنه شأن بيوت كثيرة في النجف آنذاك ، فقرأ لكبار الشعراء وحفظ شعرهم وتأثر بهم - حداثته وقيل إنه حفظ ديوان المتنبي كله وقسما كبيرا من شعر غيره من مشاهير الشعراء القدماء ، والتقى أحب الشعراء إلى قلبه الشاعر محمد سعيد الحبوبي في بيت أسرته. 

ما أثر البيئة في توجه الجواهري للشعر؟

كان للإرث الثقافي وتلك البيئة عشقه للشعر وتعلقه بالشعراء أثر كبير في تكوين شخصيته الأدبية ونضجه الفني وارتقائه القمة. 

بم لقب الجواهري؟

حتى لقب بـ شاعر العرب الأكبر من دون منازع وكذلك لقب بـ نهر العراق الثالث . 

ما رأي النقاد في الجواهري؟ 

يرى النقاد أن الجواهري أكبر شاعر صور حياة العراق السياسية المضطربة في شعره منذ حقبة العشرينيات من القرن الماضي. 

ما أهم ما يميز شعر الجواهري ؟

وقد تميز شعره بالجد في الموقف والانسياب العاطفي القوي فالتدفق العاطفي في شعره يعطيه قوة ايقاعية ذات توثر يناسب نوع الاندفاعات الغاضبة التي تميز شعره . 

كيف كانت اللغة الشعرية لدى الجواهري؟

ولغته الشعرية غنية يختارها بعناية ، فهو يمتلك ثراء لغويا يصعب الإلمام بمصادره جميعها مما أتاح له مجال الاختيار المناسب للمفردة وتوظيفها بعفوية في النص من غير تكلف أو إقحام. 

ما عنوان القصيدة؟ ومتى ألقاها؟ وما مناسبتها؟ 

توفي الجواهري في دمشق عام ١٩٩٧ م ودفن فيها . وهذه أبيات مختارة من قصيدة أمنتُ بالحسين التي ألقاها عام ١٩٤٧ م في ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام .

القصيدة خير ما قيل في الإمام الحسين عليه السلام على الطريقة الفكرية الحديثة  ناقش ذلك

قصيدة آمنت بالحسين من أروع ما قيل في الإمام الحسين عليه السلام على الطريقة الفكرية الحديثة فقد عمد الجواهري في القصيدة هذه إلى إظهار فلسفة النهضة الحسينية وأهدافها وأبعادها وثمراتها. 

ماذا يعلن الجواهري في بداية قصيدته؟ وما الايجاز الذي قام به ولماذا؟ 

يعلن الجواهري فيها إمكانية القارئ من صنع المعنى منذ بدء القصيدة فيقوم بإيجاز مبدع عبر حذف المبتدأ لينفتح مجال التأويل ويبدأ التساؤل بمن افتدى الشاعر الضريح الذي تنور بنور الحسين ( عليه السلام ) وتعطر بطيبه حتى غدا أعبق من نفحات الجنان ؟ أهو الشاعر نفسه فيكون التقدير ( أنا فداء ) أم غيره ؟. 

ثم يتوالي الحذف في مطلع القصيدة إذ يركب الشاعر صورة بحذف الفعل مبقيا على مصدره المفعول المطلق ( رعيا ، سقيا ، حزنا ، صونا ) مؤكذا الخبر. 

ما دلالة رعيا وسقيا في القصيدة ؟

إن استعمال الصيغة الثراثية ( رعيا وسقيا ) قارا في الموروث اللغوي فقد أخرجها الجواهري من نمطيتها إلى فضاء الابداع ؛ إذ نقل ( رعيا ) من دلالتها المادية إلى الدلالة المعنوية المتمثلة باستيعاب المفاهيم المستوحاة من ملحمة الطف الخالدة والقيم الإنسانية التي تمخضت عن موقف التضحية والفداء والايثار وقد وظف لهذا النقل الاستعانة. 

وأما سقيا فمن السقيا وهي دعاء المحبين لنزول الماء ذلك الذي خرم منه سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وأما ( حزنًا وصونا ) فقد جاءا توكيداً للتمسك بنهجه الثير مواجهة الطغيان والحفاظ على قيم ا العدل والحرية . 

كيف يفصح الشاعر عما قدمة في مطلع القصيدة؟ 

وبانتقال ذكي من أسلوب الخبر إلى الخطاب المباشر عبر أسلوب النداء يفصح الشاعر عما قدمة في مطلع القصيدة ، فالحسين عليه السلام وثر لم تجد الدنيا بمثله ولن تجود و عظة الطامحين العظام لأولئك اللاهين عن غدهم وهو المتعالي على الظالمين والطغاة ومفزعهم ، وفي الوقت نفسه قبره ملاذ تفزع إليه النفوس الباحثة عن الطمأنينة والسلام والتحدي. 

هل وظف الجواهري المكان في قصيدته ؟ وكيف ؟

يعود الجواهري في قصيدته بمشاعر إنسانية دافقة مستدعيا المكان لتقديس الصمود والثبات ، فمن الأرض التي ضمت الجسد الطاهر ينبعث نسيم العزة والكرامة والإباء ، فيشمه من أراد الحرية وفي ثراها يعفر خذه من يريد الثبات .

قصيدة أمنت بالحسين

فِدَاءً لمثواكَ من مَضْــجَعِ تَنَـوَّرَ بالأبلَـجِ الأروَعِ

بأعبقَ من نَفحاتِ الجِنـانِ رُوْحَاً ومن مِسْكِهاأَضْـوَعِ

وَرَعْيَاً ليومِكَ يومِ الطُّفوف وسَقْيَاً لأرضِكَ مِن مَصْـرَعِ

وحُزْناً عليكَ بِحَبْسِ النفوس على نَهْجِكَ النَّيِّـرِالمَهْيَـعِ

وصَوْنَاً لمجدِكَ مِنْ أَنْ يُذَال بما أنتَ تأبـاهُ مِنْ مُبْـدَعِ

فيا أيُّها الوِتْرُ في الخالدِينَ فَـذَّاً ، إلى الآنَ لم يُشْفَـعِ

ويا عِظَةَ الطامحينَ العِظامِ للاهينَ عن غَـدِهِ مْقُنَّـعِ

تعاليتَ من مُفْزِعٍ للحُتوفِ وبُـورِكَ قبـرُكَ من مَفْـزَعِ

تلوذُ الدُّهورُ فَمِنْ سُجَّدٍ على جانبيـه ومـن رُكَّـعِ

شَمَمْتُ ثَرَاكَ فَهَبَّ النَّسِيمُ نَسِيـمُ الكَرَامَـةِ مِنْ بَلْقَـعِ

معاني المفردات :

  • الأبلج : وضاء الوجه . 
  • والأروع : المعجب بشجاعته وحسنه .
  • الروح : نسيم الريح . 
  • أضوع : من ضاع المسك يضوع إذا عبقت رائحثه وانتشرت . 
  • المهيغ : البين الواضح .
  • يذال : يهان . 

تعليقات